أصوات نسائية

حنان.. حكاية على قيد الأمل

By Women Now for Development

February 15, 2020

اسمي حنان من إدلب وبدرس بكلية الطب البشري بمحررنا.. من فترة قصيرة كنت عم فكر أكتب مجموعة نصائح لطلاب البكالوريا وادعمهن معنويا لان بعرف تماما اشو بتكون حالة الطالب النفسية بهالظروف الصعبة..لما كنت بكالوريا بفترة ما ازداد القصف عادلب كتير وبطلت ادرس اصبت تقريبا بحالة انهيار نفسي انو ليش عم ادرس اذا وطني عم يروح انا مو ضامنة اذا رح قدم فحص او لا.. طلعت من حالة الانهيار بمساعدة أبي..واحساسي بهديك الفترة لحد الان معلق بذاكرتي وهالشي هو دفعني لاكتب لطلاب البكالوريا هالسنة.. كتبتلن من فترة طويلة..بس حذفته مبارح حسيت كتير بايخ تقول لواحد اكتب وما تعطيه قلم.. عمدار فترة البكالوريا كانت ترعبني فكرة اني كمل جامعتي بمناطقنا هون خاف انو ما يكون في اعتراف او ما نال خبرة كافية او ما يكون في اهتمام جيد فينا كانت فكرة الطلعة لتركيا وإكمال دراستي فيا ملازمة إلي دائما.. بس الحمد لله اجتزت مرحلة البكالوريا ودخلت الفرع الي كنت بحلم فيه وبمحررنا. ببداية الجامعة اخدت صور كتيرة بالمريول الأبيض واكتب عكل مقرراتي Dr مع اني بعرف تماما انو مؤهلاتي الطبية ما بتسمحلي فرق بين الكبد والكلية بس حس انو اي هاد حلمي وطالما انا مبسوطة مو مهم.. وكان حلمي كل يوم يكبر و يوم عن يوم كان يزيد حبي للجامعة والدكاترة وشغفي فين وكنت مرتاحة كتير..حسيت بفترة انو اي هي ارضي هون جامعتي هي الارض المناسبة لافرد جذوري لبلش ابني حلمي يلي رح فيد من خلاله كتيرين وبلشت خطط لعيادتي المتنقلة وكيف بس اكتسب القليل من الخبرة ومع الأيام رح بلش بطلعاتي التطوعية بمجال الطب مع أي فريق تطوعي كان برغم خبرتي الصغيرة..وبتذكر اني بيوم من الأيام كتبت تعليق لفريق ملهم التطوعي في ما معناه انو “استنوا لصير سنة تالتة رح اترك قسم الكفالات وصير أطلع طلعات تطوعية طبية ترضوا ما ترضوا مش مهم” بغض النظر عن حسي الفكاهي الي بيبقي ملازمني.. حسيت انو رح اتعلم لفيد…لكون إنسانة ناجحة لفيد بعلمي متل الدكتور طراف والدكتور حمزة الدكتورة وعد وغيرن كتار من الأبطال بشتى المجالات… بجامعتي كنت اتصبح كل يوم بعلم الثورة.. مافيي أوصف فخري بكل مرة بدخل فيها عالكريدور وشوف علم الثورة.. بناء جامعتنا بسيط وبالمناسبة جامعتنا ما فيها مدرج متل باقي جامعات العالم..ومخابرنا بسيطة ومو كل الأدوات متوفرة عندنا بس بالمقابل في عنا إنتماء في فخر في علمنا وحرية.. بالمقابل فيك تناقش الدكتور باحترام فيك تحكي رأيك فيك تعترض.. كانت جامعتنا ملاذ كتير مناسب وبلش إنتمائي الها يكبر -بغض النظر إني حدا بيتكيف بسرعة- كان يكفيني انو أنا عم أتعلم..المدرج مو مهم مقابل المعلومة..مقابل الدكتور الي بقلك لا تنسى هالأيام مقابل الدكتور الي لما ياخد دفترك ليصلحه بشوفك كاتب عبارة حلوة محفزة بردلك ب إن شاء الله. مقابل نظرات الدكتور جواد النا..الي كانت مليانة أمل انو اي رح تصيروا شي مهم أنتو رح تبنوا هالوطن وهاد مثال صغير عكلية وحدة ضمن جامعة وحدة

اليوم طلع للمرة التالتة على التوالي قرار بتأجيل الامتحانات.. كل العالم خلصوا امتحانات الفاينل إلا نحن.. عم نأجل فيه بسبب القصف بسبب انو عدد منيح من الطلاب نزح من بيته وواقف مع أهله تحت المطر بالشوارع بدون مأوى وبسبب أنه كمان عدد منيح من الطلاب طلع ليدافع عن أرضه وعدد منيح من الطلاب الي عم يدور عبيت لأهله بالمناطق الي ما فيها قصف -ما رح قول آمنة-.. نحن ما عم نفقد فقط أراضي عالخربطة الحمرة والخضرة فقط.. نحن اليوم عم نفقد وطن عم نفقد الأرض الي مدينا جذورنا فيها الأرض الي بلال وعزيز عبرروا عكل جدران من جدرانا.. الأرض الي احتوت كل المهجرين.. الارض الي ما عم ينسوها من لعناتن.. عم نخسر شباب متل الورود.. أطفال عائلات أحلام آمال وأوطان كاملة.. عيون محمد الملونة ما عم أقدر أنساها ولا هديك السيارة الحمرة.. عم نخسر كل شي مع أراضينا..هالحكي هاد مو لانشر بؤس ولا نكد عحدا.. عم أحكي لحتى ما حس انو نحن وحدنا.. عم إحكي لحتى أتأكد انو لسا فيني كون أنا..لسا بإمكاني قول حرية.. نحن مو ندمانين نحن يمكن عم ننطر معجزة لتنقذنا رغم انو منعرف انو ولى زمن المعجزات..نحن يمكن عم نستنى نموت كلنا أو نعيش كلنا

انا عم احكي جزء بسيط من معاناتنا صرلي فترة منيحة عم بعد عن اني اكتب أو احكي عن مشاعري بس ما قدرت.. ما قدرت ما قول انو العالم بالشوراع بلا مأوى حتى خيمة عالحدود مو مأمن الها..العالم عم تحرق بيوتا وتطلع لحتى هالسفلة ما تستفاد منه. أنا جربت النزوح مرات كتيرة سابقا..بس لو اخدت الجانب الايجابي من الموضوع رح قول اني لما نزحت كان في مكان روح عليه.. أما اليوم هالعالم الي عم تنزح عم تطلع وهي عنجد عم تقول وين رح روح.. وين؟ وين؟ وين؟