الداخل السوري

سنرجع يوماً إلى حينا..

By Women Now for Development

April 24, 2019

أنا بقيت صامدة بسوريا لآخر نفس، وبكل مرّة يصير قصف ببلدي “دوما”. كنت شوف المدنيين عم يحاولوا يبنوا المُهدَّم حجرة حجرة. كتير من الأحيان يكون البناء، والاستمرار بالحياة فوق دم، أو ذكرى استشهاد أحد سكان البيت. بالرّغم من وحشية القصف والحصار. النّاس وجدوا بدائل لكل شيء ليستمروا بالحياة، ويحافظوا على بيوتهم، وأراضيهم، وبلدهم. لكن للأسف كل المناطق هُجّرِت قسريّاً، ونزوح الناس كان إجباري بسبب الخوف من الموت، أو الاعتقال. تركوا وراهم بيوتهم، وممتلكاتهم، وذكرياتهم وشقاء عمرهم؛ ليقدروا ينجوا بحياتهم، ويستمروا فيها مع يلي بقيوا من عائلاتهم. الوضع حاليًّا بسوريا مو إعادة إعمار، و لا عودة آمنة، ولا فيه ضمانات. مازال القصف موجود، والحرب قائمة، وفي ناس عم يطالبوا بالحريّة والعيش بكرامة. في ناس مختفين ومعتقلين قسرًا، وغير معروف مصيرهم. عم يتعذبوا بالسّجون من سنوات. كل مُهجَّر ما بيقدر يرجع طالما المسؤول عن القصف، والحصار، والاختفاء القسري لم يُحاسَب. وطالما ما في ضمانة للعودة الآمنة، وعدم الاعتقال. للأسف الوضع مو مثالي،  والناس الي عم يحاولوا يرجعوا يبنوا، ويعيشوا. عم يكملوا الحياة غصب عنهم.  غير قادرين يحكوا عن الجرائم يلي شهدوها، وغير قادرين يطالبوا بأولادهم المعتقلين، أومعرفة مصيرهم. ولا حتى يطالبوا بأبسط أولويات الحياة من مي، وكهربا، وشويّة حرية، وكرامة.