قبل الحرب، كانت نسبة عالية من النساء السوريات يحتجن إلى دورات تعليمية تؤهلهن إلى الاستقلال مادياً كي لا يبقين في “ظل” الرجل، لكنهن أصبحن في هذه الحرب بحاجة إلى دورات تشمل كل مناحي الحياة، إضافة إلى العلاج النفسي، من هنا نشأت فكرة تأسيس مشروع يُعنى بكافة شؤون المرأة السورية.
في الريف السوري، حيث تزداد الحاجة إلى هكذا دورات، انطلقت منظمة النساء الآن، والذي يهدف على المدى البعيد إلى تمكين المرأة السورية لتصبح عضواً فاعلاً في المجتمع، اقتصادياً واجتماعياً ومعرفياً، و شريكاً أساسياً في اتخاذ القرار السياسي محلياً ودولياً، وكما تصرح السيدة مزنة الجندي، الناطقة باسم المنظمة لـ (حكاية ما انحكت)، فإنه تم افتتاح مركزين في ريف إدلب، وأربعة في الغوطة الشرقية.
لا يوجد عمر محدد للنساء اللواتي تستهدفهن المنظمة، فالدورات مفتوحة حتى عمر 60 عاماً، وفي السنة الأولى من افتتاح المركز في آذار 2014، تم تقديم دورات تعليمية فقط، تتضمن دروساً في برامج الكمبيوتر “وورد، إكسل، فوتوشوب.. إلخ”، إضافة إلى دورات لغوية “انكليزية وفرنسية”، ودورات لمحو الأمية.
في 2015، وبعد أن تنامى نشاط المنظمة، وضمت المراكز مئات السيدات، تم تنظيم دورات مهنية، كالحلاقة والتمريض والإسعافات الأولية والنسيج “تعليم الحياكة وصيغ الإكسسوارات”، ودورات في الإدارة المالية “المحاسبة، طرق تسجيل وتبويب العمليات المالية، وإعداد الموازنة”، ما زاد من عدد النساء المنضويات إلى المراكز، إذ للمرأة الخيار في تحديد الدروس التي تلائمها، سواء كانت مهنية أو تعليمية، علماً أن كل الدورات تقدم بشكل مجاني كما تؤكد السيدة مزنة.
مع الوقت، تم افتتاح قسم خاص بالدعم النفسي، وتضمن مرشدة نفسية وفريقاً متدرباً يقدم نشاطات ومحاضرات مختلفة تهتم بالحياة اليومية للمرأة السورية وما تتعرض له من صعوبات، لا سيما على صعيدَي الصحة والأسرة، مع استشارات خاصة تتعلق بالصدمات والاضطرابات النفسية التي واجهتها النساء خلال الحرب.
يعتمد المؤسسون لتمويل كافة الأنشطة على منظمات إنسانية تهتم بالنساء والطفل في زمن الحرب، كما تضيف السيدة مزنة، وإضافة إلى اهتمامها بالمرأة، فقد قدمت المنظمة دورات للأطفال، تضمنت دروساً لتعليم الرسم القراءة والكتابة والحساب بأساليب عصرية تناسب سنهم. وتنتهي جميع الدورات في منظمة “النساء الآن” بامتحانات يحصل الناجحون بعدها على شهادات تؤهلهم لإكمال الدراسة أو العمل.