شهدت السنة الماضية تحولاً في السياق السياسي في سوريا، استعاد النظام السوري السيطرة على معظم الأراضي السورية. يناقش صناع السياسات الدولية والقوى السياسية ويتفاوضون على “إعادة الإعمار” و”بناء السلام بعد النزاع”. بكل الأحوال، شهد شتاء عام 2017- 2018 تدهوراً في الأوضاع الإنسانية في البلد يظهر جلياً في تدمير بنى المجتمع المدني في الغوطة الشرقية في ريف دمشق وفي ريف إدلب.
في هكذا سياق وبعد ثمان سنوات من النزاعات العسكرية الدموية والعنيفة، تبدو المفاوضات بين القوى السياسية الداعية إلى “المصالحة” و”العدالة” متوترة ومعقدة. من الواضح حتى الآن أنه بالرغم من الانخراط الهام المجتمعي والسياسي للنساء السوريات ضمن المجتمع المدني السوري، فإنه لم يتم أخذ أدوار المرأة ومناصبها وهويّتها بعين الاعتبار بشكل كامل عند التفكير في مستقبل سوريا. الحوار الدولي حول قضايا “العنف الجنسي” و “جرائم الشرف” في البرامج التي من المفترض أن تتطرق إلى العنف الخاص بالجندر يبدو في صف واقع الحياة اليومية للنساء والفتيات السوريات. علاوة على ذلك، ومع اتجاه الاهتمام نحو الإغتصاب والعنف الجنسي، فإن أصوات النساء ومبادرات الناشطات والناشطين والمبادرات الشعبية التي تخص قضايا هامة كانتشار السلاح إضافة إلى بقاء الأسرة والمساواة السياسية والاجتماعي لا تنال القدر المناسب من الاهتمام والدراسة.
“النساء الآن من أجل التنمية” وكونها أكبر شبكة نسائية تعمل داخل سوريا والدول المجاورة طورت منذ عام 2012 مقاربة شمولية للعدالة الجندرية تعمل ضمنها عبر مفاهيم من أسفل الهرم صعوداً ومتعددة الطبقات. يركز عملنا على التربية والتمكين الاقتصادي والدعم النفسي الاجتماعي والتوعية والحملات الشعبية. عمل “النساء الآن” المهني والمتمرس مع النساء والفتيات في سوريا والمجتمعات السورية المهجرة في الدول المجاورة يجعل منها مثالاً فريدا للممارسات النسوية في سياق النزاعات.
حرصاً على تغيير هذا الواقع، يسرنا مشاركة بحث ” العدالة الجندرية وإنتاج المعرفة النسوية في سوريا”، والذي تم إنجازه من خلال النقاشات والمشاورات الطويلة مع نساء سوريات، ونسويات مدافعات عن حقوق الإنسان. لقد عملنا على هذ البحث من أجل إلقاء الضوء على فكر النساء السوريات المتعلق بالعدالة الجندرية وإنتاج المعرفة النسوية.
[pdf-embedder url=”https://women-now.org/wp-content/uploads/Gender-Justice-and-Field-Research-arabic.pdf”]