آذار ٢٠٢٣
مرّ شهر… إنها ليست المرة الأولى التي يكون الموت فيها قريباً مني
ما بعرف كيف أصلاً مرّ شهر، لسا حاسة كأنه ٦ شباط كان مبارح
الخوف والقلق اللي عشش جواتنا ما بعرف كيف بده يروح
كنت مفكرة إنه ما عاد في شي بيأثر فيني هيك، كنت مفكرة إنه اللي مرقنا فيه عمل عتبة الخوف والتأثر عندي كتير عالية لدرجة كنت مفكرة أني تمسحت
بس ما بعرف ليش هي الزلازل هزتني من جوا لهالدرجة
انهرت بشكل ما قدرانة افهمه وأحياناً عم لوم نفسي عليه
هي مو أول تجربة يكون الموت فيها قريب، بس صوت الأرض المرعب، صوت تشقق الحيطان، منظر الغبار والتراب والدهان عم يهر، ومشهد كيف عم تتمرجح الثريا فوق راسي كلهن ما عم يروحوا من بالي
البرد بليلتها بالشارع، الهوا والعاصفة والثلج بالأراضي
كل مرة برجع فكر إنه لولا حظنا إنه البناية كانت قوية بالصدفة، يمكن كنا تحت الأنقاض، لأنه كل شي صار بلحظات وما كنا مستوعبين شو عم يصير
كل شي تصرفناه في لحظتها كان غلط.. من وقفتنا بالممر لأنه خفنا توقع الخزاين علينا، لرجعتنا عالغرفة نجيب الجاكيتات من خوفنا من البرد، لنزلة زهير يجيب السيارة من الكراج تحت الأرض لأنه بدنا مكان نتآوى فيه
كلها لحظات عم تضل تنعاد براسي وكأنها مبارح
ما قدرانة اتخيل شو عم يحسوا اللي فقدوا أهل وولاد وأحباب.. ولا حدا فيه يواسي الناس اللي لهلأ عندها مفقودين ومفقودات ما بتعرف عايشين ولا لاء
تقيل كتير اللي عم يصير
تقيل كتير الشعور بانعدام الأمان وعدم القدرة على الاستقرار
الشي الوحيد اللي يواسي هو اللهفة والحب والدعم اللي شفناه من رفقات قراب وبعاد
بتمنى تضلوا جميعاً بخير، وما تشوفوا شر
What do you think?