بعد يومين على الزلزال، كان رفيقي يلي عم يشتغل معنا دايماً يقلي جملة “بدنا نفكّر كيف الأغراض تكفينا بعد شهر من هلق وقت يخفّ الوهج الإعلامي وتبلّش الناس تنسى.”
كان جملة “بعد شهر” بالنسبة إلي هي شي بعيد جداً وأسود ولا يمكن تصوّره ولا التفكير فيه ولا تخيّل الوضع كيف ممكن يكون بعد شهر على الزلزال.
اليوم مضى شهر كامل.
ومتل ما قال رفيقي، خفّ الوهج الإعلامي، وما عدنا تريند. كيف الوضع بحلب بعد شهر على الزلزال، الصورة يلي حتى أنا ما كنت قدرانة أتخيّلها؟
الغالبية العظمى من الناس بحلب لليوم ما قدرانة تنام، وأنا منهم. في حالة أرق واضطراب شديد بالنوم. في كتير ناس صارت تخاف ببيوتها أو غرفها، أو حتى يصيبها حالات من الأرق الغريب.
الغالبية العظمى من الناس بحلب صار عندها فوبيا من الكوارث. ناس بضل عندها دوار، أو عندها شعور دائم إنو عم يصير هزّات حتى لو ما صار شي. الناس صارت تخاف من أي صوت أو أي حركة، وجدياً يمكن الناس عم تقضي مجمل دقائق ساعة هي وعم تطلّع ع التريّا تبع البيت للتأكد إذا في هزّة أو لا. كل ما طلع صوت من الموبايل منخاف تكون إشعار تحذير من تطبيق الهزّات المنتشر. نراقب شكل الغيم وصوت الحيوانات وحركة الرياح وكل الأشياء الغريبة لي ممكن تقلنا في شي رح يصير.
لسا أول شي مننتبه عليه وقت نفوت على أي مكان هو تشققات الجدران. لسا منصف السيارات بعيد عن الابنية والحارات الضيقة والعواميد والشجر.
في ظاهرة غير طبيعية منتشرة بحلب حالياً، يلي هي إنو كلياتنا ناطرين الزلزال يلي رح يصير ٧ أو ٨ الشهر. بدون أي تفسير!
في حالة من الإنكار الشديد لكل شي صار. عقلنا وبطريقة غير مفهومة عم يدفن كلشي صار معنا. كل يوم بيمضى كتير بسرعة، بنفس الوقت بتحس الوقت كتير بطيء. ولسا كل حديثنا طول الوقت هو عن الزلزال، ومع ذلك، ما منحب نحكي عن الزلزال أبداً.
بثانية نشعر أننا كتير كتير مناح، وبالثانية يلي بعدا منحس اننا ابداً مو مناح.
لسا الناس حاسّة بالعجز، وحاسّة إنو في شي لازم تقدّمه وما بتعرف شو هو. في حالة غريبة من الفراغ والضوجان والثقل النفسي يلي ما منعرف كيف نعالجها.
لسا في كتير كتير ناس عم تنام بالشوارع والخيم، في كارثة ماديّة غير طبيعية ما زالت تغطّي المدينة. ولسا عم نسمع حالات وقصص ما ممكن إنسان يتخيّلها.
بنفس الوقت، لسا في كتير مبادرات عم تشتغل وعم تسعى لتكمّل شغل. وفي كتير شباب عم يحاولوا يعملوا تغيير. وفي كتير قصص حرفياً هي بطولية عم تصير بحلب بكل يوم.
بعد شهر من الزلزال، خفّ الوهج الإعلامي، وما عدنا تريند.
ولكن لسا الوضع تعيس ومخيف، لسا في مشكلة هائلة ما منعرف شو الحل وكيف أصلاً نبدأ فيه. الكارثة لم تنتهِ، ‘وبعد شهر’ لساها جملة بتبيّن مخيفة وبعيدة كتير كتير.
What do you think?