في ليلة شديدة الحرارة في مدينة زملكا في الغوطة الشرقية، استيقظ سامي ليشرب الماء، سمعت والدته “أم سامي” وقع خطواته على الأرض ثمَّ عاد ليكمل نومه.
أيقظت زوجها لتخبره أنَّ ثمَّة أصواتاً جديدة ومخيفة، وبدأت تحصي عدد الصواريخ، حتى أحصت أحدى عشرَ صاروخاً، هنا قالت لزوجها:”أنا لا أستطيع التنفس وهذه الأصوات غريبة لابَّد أنه الكيماوي”
استهزأ بكلامها قائلاً:” وأنت التي اكتشفته؟!” نعم أنا وأقسم على ذلك، أعادت القول: “انظر أنا لا أستطيع التنفس ،أنت لا تشعر بي”. لم تكمل كلماتها حتى انفجر الحي بصراخ الرجال المدوي “احذروا تم قصفنا بالكيماوي!”
أمسكت أم سامي بجسد زوجها وبدأت تهزه وتقول: “اسمع ألم أقل لك.. أنت لم تصدقني” لتتباطأ كلماتها ودقات قلبها، وحينها ركضت مجهدةً لتحمل أطفالَها، لم تجد مكاناً تختبئ فيه كما تعلمت سابقاً من تدريب إسعافات الكيماوي، فشبابيك المنزل جميعها محطمة جراء القصف المتكرر على المنطقة.
انهارت العائلة عبثاً في سعيها للنجاة، ولكن لم تسعفهم حقائب الأدوية التي كانت مخبأة خوفاً من أي طارئ، ليصبحوا رقماً بين آلاف الأبرياء الذين قضوا نحبهم في تلك الليلة منهم 486 طفلاً فقدوا.
تلك هي ليلة الكيماوي في الغوطة الشرقية التي وقعت في عام 2013. لم يكتف النظام السوري بهذا العدد الهائل، فحملات القصف والتدمير كانت ولازالت مستمرة لتجعلها من أوائل البلدات في الغوطة الشرقية التي فقدت أهم البنى التحتية الموجودة فيها من هواتف وخطوط كهرباء وشبكات مياه.
ولكن زملكا ما زالت صامدة تحاول الوقوف على أقدام أنهكتها المآسي، ومع وجود الأمل يزداد العمل، فنحن أصحاب حق نحاول النهوض مهما عصفت بنا الأيام.
What do you think?