لم أكن أعلم أن التاريخ يعيد نفسه بهذه السرعة والأيام في إدلب متشابهة جداً ,أو قد أكون أنا بطيئة.
بالأمس كنت أكتب ما ظننتها كلماتي الأخيرة. كنت أكتب عن سقوط مدينة خان شيخون والقصف العنيف من قبل قوات الأسد والروس على مدينتي كفرنبل بريف إدلب الجنوبي.
كنت أكتب ذلك في منزلي الذي بدأت للتو بتأسيسه. ذلك الأمس سيوشك على أن يكون سنة، وأنا خارج مدينتي قسراً. ذلك الأمس كنت في منزلي الذي لن أراه مرة أخرى.
أدركت متأخرة أنني بطيئة. لا أقدر على استيعاب سقوط كل شيء وانهياره بكل بساطة أمام ناظري. كل شيء يسقط. البيوت تسقط. الشوارع والأسواق والاحياء. المدارس والمشافي والجوامع تسقط.
حتى الحقوق والكرامة والمشاعر. البشر يسقطون بوسائل عديدة ايضاً كما يشاهد كلّ العالم. المدن تسقط وحتى الوطن سقط!
يكسرني كل خبر وكل صوت يتناقله المدنيون الهاربون من الموت في ادلب وريفها. كسرني الموت الذي لا ينتهي. وها أنا اقف مكاني بلا حراك. بطيئة جداً أعجز عن التصديق والتقبل. لا آلية نجاة لدي ولا رغبة.
الجميع يعرف أننا نُقتل، نهرب، نُهجّر، نُقصف ولا موقفَ يُتخذ. لا ترعبني فكرة الموت بقدر فكرة الفقدان.
معرة النعمان سقطت والجميع يتساءل ما التالي؟ أين سنرحل؟ ماذا سنفعل؟
كل شيء بات سخيفاً بعد اليوم. حتى وإن نهض الوطن لاحقاً من سيعيدنا إليه؟
What do you think?