أنا بشرى العلي مرافقة أطفال في مركز “النساء الآن” في سراقب.
أم لأربعة أولاد. السنة الماضية تعرض بيتنا للقصف بالنابالم الحارق. بعد ما رجعت من دوامي، وأنا عم حضّر الغدا.
كنت جايبة فواكه للأولاد. ابني الصغير قلّي: “ماما اعطيني تفاحة” قلتله: “ماما بعد الغدا بتاخد” .
بعد خمس دقايق ضرب الصاروخ، وشعلت النار بكل البيت، وتسكرت الأبواب علينا لأن الجدار وقع عالباب ، وأغلقه .
ابني الصغير كان عم يلعب بألعابه جنبي بالغرفة.
ما استوعب الحدث. فجأة صار عتمة، والنّار بكل مكان. فصرخ بشكل جنوني: “يا ماما نار، يا ماما نار”
أنا ما شفته من الدّخان، والغبار، وضغط الصاروخ عمل عندي خلل توازن. لكن صوت ابني كان أصعب من الصاروخ لأنّي صرت أتخيل النار شاعلة فيه، وأنا مو قدرانة لاقيه.
فجأة قلب “دابو الصوبة” وشعلت النّار بقوّة، فشفت ابني، ركضت عليه، وحملته، ودورت عالباب حتى لقيته مسكر بحجار.
نزلت لتحت ودفعت الحجر. للحظة كان رح يغمى علي من المواد الحارقة، والدخان اللي بطالعه النابالم.
حسيت بالعجز وكنت رح استسلم للإغماء، لوقت مارجع ابني يصرخ: “يالله مالنا غيرك”. فاستجمعت قوتي وقلتله: “لاتخاف ماما، أنا معك وربنا معنا، ما بضرنا إن شاء الله”
قدرت افتح أوّل باب، الباب الخارجي كانت بنتي عم تحاول تفتحه، وهون وصلوا رجال الدفاع المدني وفتحوا الباب، وطالعونا.
ابني أصيب ببعض الحروق، وأنا أصبت.
كان كتفي مخلوع، ومع هيك ما استسلمت، وحملت ابني بإيدي المصابة، ورفعت الحجار كمان بإيدي المصابة.
ومن وقتها لهلأ ابني بخاف كتير من العتمة، وبخاف يضل لحاله، ولما بتجي الطيارة بصير يصرخ ع إخوته ليلمهم كلهم جنبه، وما يهدا حتّى الكل يكونو حواليه. وقتها بصير يدعي: “يالطيف”
وكل ما جبنا فواكه عالبيت بيتذكر الحادثة وبقول: “خليني آكل منهن لأنه بجوز موت وما دوقن”
صار عنده عصبية زائدة بعد الحادث، أنا بحاول دائمًا طمنه انه الله حامينا والله رح ينقذنا متل المرة الماضية. وبحاول أعمله أنشطة تفريغية.
أكتر شي بحبه الرسم، وكمان بستخدم البالونات أغلب الأوقات لمّا يجتمع مع أولاد خالته.
الألوان بتخليه يرتاح، ونفخ البالون بساعده على تفريغ بعض الضغط اللّي متملكه.
ابني الأكبر عمره “١٢ سنة” حاسس بالمسؤولية، وحامل الهم، كونه زوجي معتقل.
من فترة صار يشتغل حتّى يساعدني بمصروف البيت، و بعتمد عليه كتير بطلبات البيت.
ابني هاد ما كان يعرف الخوف جريء كتير . بس شهد أكتر من ضربة طيارة بالمكان اللّي هو فيه. ويشوف مناظر الدّم والأشلاء والناس اللي عم تتوجع.
حاليًّا كل ما بسوء الوضع بصير يترجاني طالعهن على مكان آمن، حلمه يطلع أبوه ويكون سنده بهيك أوقات بقلي: “لو بابا موجود ما كان صار فينا هيك
What do you think?