بيتي مو أحلا البيوت..وأصلاً مو بيتي نحن مستأجرينه بس أحبه!!
من أول يوم غادرت فيه سوريا ولا مرة كان عندي أغراض أو ملابس أكثر من حاجتي..ولا مرة اشتريت مكملات أو إكسسوارات ودائماً كل أغراضي تتعبى بشنطة ظهر قابلة للحمل مباشرة لأنه هذا يلي علمتني ياه 5 سنين تحت القصف بدير الزور.
دائماً اعيش باستديو.. التخت يلي أنام عليه بنهاية الشهر مو ألي.. ولا مرة بعنتاب من 2016 ل 2022 كان عندي غرفة خاصة فيني وما اشاركها مع حدا، وماني زعلانة، حالي أحسن بكثير من حال غيري ومقتنعة أني مارح أستقر ولا رح اعرف بيوم أستقر.
هي السنة كانت غريبة …كل قواعد حياتي السابقة نسفتهم. خبرت عمر أنه هي السنة هي سنة “الإنسان فينا” مارح نهتم غير بحالنا وراحتنا وسعادتنا.
استأجرنا بيت كبير وكمان فيه تراس، كان عندي فيه غرفة لوحدي …اخترت كل قطعة من قطع أثاثها.
وصالون بيتنا كثير واسع وحطينا بكل زواياه زرعات ومرايا وشموع وأضوية صغيرة ونادينا لرفقاتنا يجو يسهروا عندنا لأن نحن مانحب نسهر برا. البيت ولا مرة كان فاضي على طول مليان رفقات، نسخ مفاتيح بيتنا عند الكل. صاروا يجو بلا ما يخبرونا وكان عندنا كثير حكي نحكيه مع بعض.. اليوم أنا ما ضل عندي حكي …
هذا أول بيت الي ولعمر…وأوسع بيت سكنت فيه بعد بيتنا بالدير.. ونمت فيه بدون دواء وبدون كوابيس …علّاقة مفاتيحه هدتنا ياهم الصبية يلي تشتغل بمحل ذهب لما رحنا نشتري خواتمنا وعطتنا ياها على شكل خاتم كبير، ضحكنا كثير على هل العلاقة ومع ذلك علقنا المفاتيح بيها.
افتقد كلشي فيه …كل احتياجاتي وكل اغراضي وكل الاغراض عديمة النفع يلي اشتريناها.
عمر يحب كل الأغراض تبعه يلي بالبيت… عند الباب كسر قلبي لما سألني ونحن طالعين بجاكيت وبوط وأوراقنا الرسمية …آخذ البلايستيشن؟؟
تركنا البلايستيشن والبيت وكلشي وطلعنا.
المهم عمر بخير … وإيمان أختي بخير.. وأهلي بخير…
بسلقين مدينة أمي فقدنا ابن عم أمي، خالي وزوجته وأولاده، وخال أمي وأولاده وأحفاده…ب 7 و8 من هالشهر دفنا يمكن 20 حدا من العيلة بسلقين وانطاكيا. أعرف ماضللهم وجود …مو طالع من قلبي أقول ماتوا بالزلزال بس هن ماتوا.. الله يرحمهم ويرحمنا ويرحم حال الناس والعائلات يلي تشتت وتبهدلت وتعبت كثير، يا ربي تعبت …الناس يلي لسا تستنى ولادها واحبابها تطلع عايشة من تحت الانقاض تعبت..هذا أسبوع بعمر حزين وطويل كامل.
لما ضليت سنة بحصار الدير ورغم وجودنا بشي أشبه لمعتقل جماعي كنا نفكر أنه هذا اطول وقت يمر علينا كنا نقول مابي أطول من سنة الجوع!!!
أسبوع الزلزال كان أطول من سنة الجوع
عن الصورة: قد تكون غير منطقية أو غير مثيرة للاهتمام لكني لم استطع ألا أن افكر بتلك الأم التي رأيتها صدفة وأنا اتجول بالحي المدمر كليّاً، وهي تحمل دمية (دبدوب) ابنتها من ركام منزلها وتمضي وتترك كل شيء خلفها… قد يكون الدبدوب أكثر قيمة معنوية من أي شيء غالي الثمن بلحظات مثل التي مرَّ بها السكان المتضررين من الزلزال.
What do you think?