كان الزلزال في داخلي أعمق
هذا الجرح عمييييق يا الله لا شيء يرممه….
منذ وقوع الزلزال وحتى هذه اللحظة، لستُ قادرة على التعامل مع الأمور على طبيعتها…
كل شيء وكل تفصيل بات بالنسبة لي غير طبيعيّ…
أن نضحك مثلاً… أن نحمل كاميراتنا لنستقبل وفد تأخر جداً حتى استجاب لصرخاتنا …
أن نتزاحم على منحة هنا أو مساعدة هناك …
أن نهاجم فلان لأنه جمع ملايين الدولارات …
أن أشعر بالرغبة تجاه أمر معين مثلاً … لا رغبة عندي لشيء
كل شيء انطفأ…
أنا لا أكف عن مشاهدة الفيديوهات والقصص القادمة من تلك البلاد الظالمة …
غريبة أنا …
حزنت على أهلي السوريين شمال سوريا مرة وعلى أهلي السوريين في تركيا مليون مرة…
أتدرون لماذا ؟؟؟
لأننا في سوريا ورغم كبر مصابنا إلا أننا حملنا بعضنا بعضاً وحفرنا بأظافرنا. لم يمنعنا أحد من الحفر حتى بنواجذنا لإخراج العالقين تحت الأنقاض .. أما في تركيا كان الأمر يحتاج للكثير من الموافقات ليسمحوا لنا بإخراج العالقين والعالقات تحت الأنقاض ولم يسمحوا حتى مات السوريون جملة في مرعش وأنطاكيا …نشعر أنهم شركاء في قتلنا !!!
هذا الجرح عميق يا الله يصعب اندماله ….
إنه اليوم العاشر على التوالي وأنا لا أستطيع النوم…صور الأطفال وكلماتهن أحرقتني يا الله …أنا رماد
كلما لمست يد طفلي وكلما احتضنت طفلتي زادت شدة الاشتعال في قلبي…
أنا لا أعرف كيف يمكن للأم أن تعيش بعد أن تفارق أطفالها أو كيف يمكن لطفل أن يستمر بعيداً عن عائلته بل محروم منها إلى الأبد،هذه المعادلة تقتلني يا الله …
والذي يقتلني أكثر أولئك الأطفال الذين تم اختطافهم في تركيا بعد الزلزال ونحن الذين نحسبهم في دولة لها جيشها وأمنها…
كيف يمكن للإنسان أن يعيش مع كل هذا الألم …
أنا لا أعتقد أن جلسات للدعم النفسي أو حتى أي شيء في العالم يمكن أن يصلح ما فعلته بنا هذه الحياة …
ارح هذا القلب يارب
What do you think?