وإنك ميت وإنهم ميتون ..
وصلت وأمي إلى مكان بعيد عن من يعرفنا .. لم نعتد أن نشارك الحزن مع أحد
دفنا أبان قرب أبيه ، وأصبحت عائلتنا مقسمة قسمة عادلة الأب والابن تحت التراب والأم والابنة فوقه، ورحلنا ..
لا عزاء لشهيد ، هذا قرارنا ورغبتنا .. ننتظر من يتكلم معنا أن يزغرد لشهيد الردم فقط .. لشهيد الفوضى والإهمال .. لشهيد غلظة قلوب فرق متطوعي آفاد و قلة احترافيتهم … شهيد الزلزال الكاشف
مازالت تصلني صور الناجيين على مجموعات المفقودين … أتصفح الوجوه ولا أستطيع التمييز بينها على اختلافها، المأساة وحّدت معالم أهلها…
أطفال كثر لم يبق لهم أحد، ورفض تركي لتسليم الأطفال لأحد، دعونا نأخذ أبناءنا السوريين، نحن العاملات والعاملون في منظمات رعاية الأطفال، أعطونا أولادنا حتى نخفّف عنهم بالعربية على الأقل ونطبطب على أجسادهم المتعبة بكلمات اعتادوا سماعها من أهلهم وإخوتهم
أعطونا أولادنا ننشغل بهم حتى ننسى فقدنا وننسيهم الفقد ونتجلد
بيت كريم للأيتام ، بيتي وبيت أولادي مفتوح لأي طفل سوري ، مفتوح لهم جميعاً إن سمح الأتراك ..
وقلوب من فيه مفتوحة رغم هول مصابنا ..
أما عن أبان ، فادعوا له ولشهد بالرحمة، ولنا بالسكينة …
الصورة / قبر جار أبان وأبي / حين تضيق العبارة وينكسر القلب على شاهدة
What do you think?