كانت ومازالت ذكرى رائعة يتذكرها الجميع ويرتسم على وجههم البسمة ليعودوا ويتذكروا بأنها رحلت ، ملك الإنسان التي كانت اسمها على صفتها كانت ملاك في الأرض وأصبحت ملاك في الجنة
نهار هادئ في بدايته يخلو من صافرات الإنذار ويخلو من دوي الإنفجارات في الصباح الباكر لينتصف النهار ونسمع في ساعات الظهر صوت الطيران في السماء ويستمر الخوف ليزول بعد قليل عندما هدئت السماء من صوت الطيران الحربي الروسي لتمتلئ الشوارع بالأطفال والمارة من جديد ولتبدأ الشمس في غيابها عند الساعة السادسة مساءاً لنعود ونسمع صوت صافرات الإنذار ثم تلاها صوت الطيران الروسي ليشن أفظع هجماته على مدينة عربين راح ضحيتها تسعة شهداء وكانت من بينهم(ملك )المرأة الفاعلة المؤمنة بدورها في عملية التغيير والتطوير وتأييد حقوق الشعب السوري في الحرية والكرامة ودورها في تمكين المرأة مثلها كمثل العديد من النساء اللواتي قدمن التضحية في سبيل الحرب السورية كمثل فدوى سليمان ……وغيرها من النساء الناشطات “المهندسة ملك”
(المهندسة ملك خبية )من مواليد 1989من مدينة دوما درست الهندسة المدنية لتأتي عليها ظروف الحرب وتمنعها من تقديم آخر مادة للتخرج من جامعتها وفرض عليها حصار الغوطة الشرقية ومن هنا بدأت مسيرة ***الملاك **في الغوطة الشرقية
كانت تعمل معلمة في إحدى المدارس لمادة الرياضيات لتساعد في إنشاء جيل صالح قادر على تكملة مسيرتها الرائعة وعملت إيضاً لدى المجلس المحلي لمدينة”دوما”لتطوير بلدتها
وبدأت مسيرتها في مجال حقوق المرأة فعملت مدربة للقيادات النسائية وخرجت العديد من الشابات والنساء
وتقول أحدى طالباتها :بأنها كانت إنسانة رائعة بكل معنى الكلمة كنا لا نرى إلا الشيء الجميل منها تعلمنا منها كيفية التعامل مع الآخرين بأسلوب راقي
وكانت تعمل إيضاً منسقة لشبكة (عدالة)لتطوير النساء سياسياً التابعة لمنظمة نساء الآن من اجل التنمية
وقالت الأنسة رقية الطويل :إحدى طالبات شبكة (عدالة)بأنها كانت المهندسة من أجمل مارأت عيني من أخلاق واحترام وكانت خجولة جداً وتحب عملها
وقالت الأنسة يسرى إيضاً من أحدى طالبات الشبكة :أنها لم تكن تهمش أحد بل كانت تناقش الجميع وتجيب على اسئلتهم .
ووجهت ملك من الغوطة الشرقية المحاصرة رسالة وصرخة إلى العالم وألقيت في الرابع من نيسان لعام 2017في الورشة التحضيرية لمؤتمر بروكسل لدعم سوريا وبحضور الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي(فيديريكا موغريني)والمبعوث الخاص لمباحثات السلام “ستيفان دي مستورا”وممثلين عن حوالي خمسين منظمة وكانت تتحدث فيها عن الغوطة الشرقية التي اكتست باللون الأحمر وإحلامها التي كانت من المفترض أن تبنيها في بلدها الحبيب وذهابها إلى واقعاً مآساوي فرضه قوات النظام علينا أن نعيش في الأقبية خوفاً من طائراته مبادرة بتوجيه رسالة لهم بأن يفعلوا ولو شيء قليل من أجل الغوطة وأهلها
وبعد رسالتها وعملها الطويل في ظل الكفاح والنضال في الثورة السورية لتطوير أهالي الغوطة الشرقية لبت “ملك” نداء ربها وخرجت روحها الطاهرة الى الله شهيدة جميلة
رحمك الله ياملاك كان في الأرض ورحل إلى السماء.
What do you think?