تجلس ياسمين في زاوية الغرفة كأنها دمية صغيرة جميلة لاتعرف كيف تبتسم ولاتسمع لها صوتا. للنظرة الأولى تظن أنها صماء وبكماء .بينما ترى أختها الأصغر منها تقفز من مكان لآخر وتركض وتلعب وتضحك ، وياسمين في مكانها، لا تتحرك منه .
تنظر ياسمين لأمها وهي تلعب مع أختها الصغيرة، تقبلها. …تلاعبها….تدلعها…وهي تتحمل ما تفعل بطيب خاطر، ورحابة صدر. بينما تنال ياسمين التوبيخ إذا تحركت من مكانها، أو فعلت أي شيء، وفي قلبها شعور بالحرمان.
تقف ياسمين مع ابنة الجيران وتقول لها:”ليت لي أماً مثل أمك لاتوبخني أبداً على كل ما أفعل ولاتضربني”
بنت الجيران:”ولكن أنتي لديكي أم”
ياسمين:”لا هذه ليست ماما….ماما في الجنة”
بنت الجيران:”ولكن أنتي تقولي لها ماما”
ياسمين:”ماما ماتت وذهبت للجنة”
فقدت ياسمين أمها في تلك الليلة السوداء المظلمة رغم ضوء القمر الذي كان يسطع فيها. لم تفقدامها فقط، بل فقدت الحب والحنان، والدفءوالعطف.فقدت معنى الحياة، فقدت مع أمها كل شيء جميل.
كان عمر ياسمين لم يتجاوز السنتين بعد، تعيش ياسمين مع والدها وزوجته، وشقيقتيها التي فقدت إحداهما سمعهافي نفس الليلة بتأثير أحد القذائف،
التي فقدت فيها والدتها بتأثير الكيماوي.
ومع أختها الصغرى التي حازت على كل الدلع والإهتمام في البيت.
ليست ياسمين الطفلة الوحيدة( الكظيمة )في الغوطة فكثيرات هن الفتيات والطفلات اللواتي فقدن نبع الحنان في حياتهن.
وليست أمها الوحيدة التي فقدت حياتها في تلك الليلة الكئيبة فقد استشهد 1400 أنسان كان ذنبهم في هذه الحياة أنهم كانوا من أبناء الغوطة .
What do you think?