نجاح ثمنه أمومة

ها قد مضى على رحيله اربع سنوات  وأنا لوحدي أمام مجتمع شرقي يكبل الأرمله بعادات وتقاليد باليه.

أنا اليوم في مواجهته مع 3 اطفال صغار , ومسؤليات كبيرة .

لا أملك شهادة دراسية تخولني لأتقدم الى عمل ما , ويعود راتبه عليي وعلى صغاري , فأكتفي عن سؤال الناس ….

كنت ككثيرات من فتيات منطقتنا الريفبه اللاتي تزوجن مبكرات , فتركن الدراسه , وأصبحن ربات بيوت .

في تلك السنه قررت أن أكمل دراستي بعد أن كنت قد فارقتها منذ 13 عاما تقريبا”

انتسبت لمعهد في البلدة المجاورة …ودون ابلاغ أهلي بالأمر

فهم يرون أن الأجدر بأنثى فقدت زوجها ,ترك أمورها الشخصيه والالتفات لتربيه الاولاد ….والرزق على الله.

وأنا كنت أمام تحدي الجميع.. فعلي أن أدرك أن دراستي لن تكون على حساب تربية ودراسة  الصغار

كتمت الأمر عنهم , وبدأت الدراسة , كنت حينها أسكن مع اهل زوجي , هم أيضا” عارضوا الأمر  في البداية … ولكن اصراري وارادتي جعلتهم يرضخون  لموضوع تعلمي.,

كان المعهد بعيدا” جدا” عن بيتي , وكنت اضطر أن أجتاز 3 حواجز أمنيه لأصله فأحضر درسا” للغه الانكليزية فقط.

أما باقي المواد فقد كنت اتمَ دراستها لوحدي , كونها موادا” أدبية تعتمد على الحفظ.

ومن ثم أعود لبيتي مشيا” لأحضر الطعام لأولادي وأساعدهم في فروضهم , وانهي مهمتي كمدرَسة معهم , وأبدأ دوري كطالبه.

ومع اقتراب انتهاء ذاك العام المتعب نفسيا” وجسديا” ,وكنت أمام مشكلة , تقديمي الامتحان

فقد تحدد مكانه خارج منطقتي .. أي أنا الأن أمام تحد كبير في قبول أهلي وأهل زوجي خروجي يومين او ثلاثة في الاسبوع  , قاطعة” عدة حواجز أمنيه للوصول للمركز الذي سأقدم به الامتحان .

كلمت أمي لمساعدتي في اقناعهم .. ولكن الامر لم يتم كما كنت أتمنى

تأزمت الأمور أكثر بعد أن عزمت المواجهة واكمال ما بدأت به

اختلفت مع أخ زوجي الذي عارض بشدة حين رأى أن موضوع دراستي أصبح جديا”, فوصل الحال الى تركي لمنزلهم والانتقال لمنزل الاهلي , الذين علموا بموضوع دراستي في وقت متأخر فرضخوا له على مضض.

بدأت الامتحان بضغط نفسي شديد … فقد كان اخ زوجي يتعمد أخذ اطفالي مني قبيل يوم امتحان, كي لا استطيع التركيز والتحضير مما يجعلني محبطة, ومرهقة نفسيا”,

ثم يعيدهم لي بعد يوم أو يومين …ويعاود الكرة عند كل مادة أقدمها .

الى أنتهى الامتحان….فحرمني منهم نهائيا”…. لقد دفعت ثمن اصراري على علمي حرماني من أطفالي .

وفي صيف تلك السنه .. لم أكن كباقي الطالبات أنتظر نتيجة امتحاني , بل كنت

أما” محرومة “من صغارها تنتظر  وعودا” من أشخاص معنين بأمور اجتماعيه في بلدتنا

كنت فقط على امل بأنهم سيعيدون لي أولادي بقرار يحكم لي بحقي في الأمومة ,

طالما أنني في ظل مجتمع يعطيني ذاك الحق اذا ما فضلت البقاء دون زواج ثاني.

وفي 6 تموز كنت على موعدين مهمين, مع خبرين مفصلين في حياتي

ولسوء حظي وتعاستي ..جائني السيئ منهما قبلا”

رن هاتفي .. فتحته…واذ بصوت أخ زوجي يقول : (ولاد مالك عندي…انسيهم)

الأمر الذي كان وقعه عليي كالصاعقه …لا أدري لحالة الحزن تلك مفردات تترجم احساسي حينها

ولم يغير هاتف صديقتي بعد ساعه من أحزاني شيئا”, حين زفت لي خبر نجاحي في الامتحانات وحصولي على الشهادة التي دفعت ثمنها أمومتي

أكاد أجزم أن ليس كمثل مشاعري في تلك اللحظات أحد في العالم …بين النحاج والانكسار…قاومت …وعزمت

سأعيد أولادي يوما”……………

وللقصه بقيه

 

Image: Clay & Knife

No tags

رحلة الى فرع 227

مستندةً الى جدار بارد

أدس رأسي بين ركبتي وألفه بكلتا يديَ , أحتضن نفسي بنفسي ,في تلك الزاويه الصغيرة جداً ….والمكتظة جداً ….والباردة جداً ….

دوي أصوات النساء حولي لا أكاد أفهمه ..أنا في عالم أخر

انني متسمرة عند لحظة ذكر اسمي على ذاك الحاجز , طالبا مني الضابط النزول  , لبعض الاسئلة.

ناولت ابنتي هاتفي ومحفظتي وترجلت من الحافلة.

كان الوقت منتصف الليل , في تاريخ خروجنا من البلدة المحاصرة  باتفاق مهين ينطوي اخراجنا تحت بند التحاق الرجال بالفيلق الخامس مقابل ايصال عوائلهم الى خارج حدود الحصار , وكنت مع أبي من ضمن أولئك الخارجين

نزلت من الباص وتوجهت مع الجنود الى الغرفة الصغيرة على تلك النقطة التفتيشية …

نبضات قلبي حينها تكاد تدوي مابين جبلين امتدت بلدتي بينهما ليسمع صدى  لخوفي يتسرب من ملامح وجهي , وارتجاف جسدي النحيل الذي أضناه حصار السنة والنصف

دخلت الغرفه , ورأيت أربع نساء قد انزلهم الضابط قبلي لاشتباه بهم ,حالهم كحالي

تجمعن بخوف ..محشورات ببعضهن , يرتجفن ويتمتمن بأصوات خافته لا تفهم , وألاف من الاسئلة تبدو على ملامح اجسادهن المترنحة من الجوع  تحت ثيابهن المبتله من أمطار تلك الليله القاسيه…

قاطعت أفكاري أصوات ضربات أتية عبر الجدارالمستندة عليه, أنها ارتطام رأس سجين في حائط الجهة الاخرى لمهجعنا ..فتلك كانت احدى طرق التعذيب التي علمت فيما بعد عنها  …رفعت رأسي من بين قدماي  , والتفت حولي

رأيت غريبات يرمقنني بنظرات أكاد لا افهم لها تفسيراً

سألت صبيه بجانبي: ما بال النسوة يرمقنني بتلك النظرات ؟

أجابتني : أنت وصديقاتك جديدات هنا , قد لا تلبثن زمناً طويلاً

تفاجأت من حديثها  واعتلتني حالة من الفرح

أردفت تلك السجينة القديمة : أنه اليوم الثالث لكن هنا والى الأن لم يتم استدعائكن للتحقيق , لذلك فان باقي السجينات يرونكن خارجات من هنا في وقت قريب..عكسهن تماماً , فقد تم استدعائهن للتحقيق فور وصولهن الى هذا الفرع .

ارتابني شعور بالحزن فثلاث أيام بلياليهن كفيلات  بأن تخلق حالةً من التألف والارتباط معهن

لاسيما أن بينهن المعلمة ..والرسامة والتاجرة .. والمذيعه.. وفتيات أبكار ,,وربات منزل وأغلبهن أمهات , كنت أستيقظ  ليلاً على نحيبهن الخافت شوقاً لصغارهم

كنت أقف ما بين الساعة والأخرى وأتجول في أرض الغرفه بين السجينات لأن الجلوس لفترة طويله في مساحة ضيقة تكاد لا تتعدى مساحه بلاطة واحدة من السجن ..قد يصيبك بشد عضلي أو وجع في العظام

فليس امامي الا أن أروح ذهاباً واياباً   بين ترامي 26 امرأة اثنتان منهن حوامل

اقتربت من باب السجن .. واسندت رأسي الى فتحته الصغيرة لاتنفس هوائاً نظيفاً بعض الشيئ

فعادت بي نسمات باردة الى تلك الليله

حين أعطى الضابط  المسؤل على ذاك الحاجز أمرا بمسير الحافلات

فغادرت قافلة الأهالي وأولادي معهم متجهين الى منزل أهلي

وبقيت أنا والنساء الاربع على حاجز اسدي , لا ندري لما؟؟

ساقونا نحو مبنى قريب من الحاجز يقطنه الجنود , أدخلونا غرفةً لاحدهم, كنا قد مضى علينا أكثر من 32ساعة دون طعام

رأيت الخوف والتوتر في وجوه صديقاتي ولمست ضعفهن حين حادثتهن , وأيقنت أنه يجب عليَ أن أكون قويه , لأكون المتحدثة باسمهن

ناديت الجنود وطلبت طعاماً.

أحضروا لنا بعضه , وكاسات شاي محلى ..فنحن منذ مايقارب السنه لم نتناول السكريات بالكميات المطلوبه للجسد الطبيعي

في تلك الليلة كان همي الاكبر أن أبقي صديقاتي مستيقظن , أقفلت باب الغرفه من الداخل, رغم انهم قد أقفلوها من الخارج أيضا.

لا أدري كيف مضت تلك الليلة المرعبه ونحن وحيدات بين كل اولئك الجنود

طلعت شمس ذاك اليوم خجلة خلف غيوم شهر شباط  كأنها تودعنا …..اننا لن نراها لزمن لانعلمه

في الساعة 7 صباحا توجهوا بنا نحو العاصمة دمشق قاطعين 19 حاجز امني  في خط عسكري

وصلنا لمنطقة ما ,بعد ساعتين ونصف من المسير , فطلب منا أن نخفض رؤسنا …

أنزلونا من الحافله … كبلوا أيدينا… وأنا المذهولة تحت سؤال : ماهي تهمتي لأعامل بهذي الطريق؟؟؟؟؟

مررونا من بين جدران غرفة تفتيش أليه, تطلق صفيراً اذا وجد مع سجينة شيئاً ما .

أدخلونا مبنى أرضي .. فكوا وثاقنا ..

لقد وصلنا  الى باب غرفة لم نكن نعلم أنها ستكون هي مكان اقامتنا لمدة  من الزمن مجهولة

طلبوا من امرأة تفتيشنا , علمت فيما بعد أنها سجينة قديمة,أدخلونا الواحدة تلو الاخرى

فهناك على الوافدة الجديدة خلع ملابسها كلها ليتم تفتيشها ..تحت رحمة الخجل ……

وقفت قبالة المفتشة أمد يدي الى أزرار معطفي …وأنا أبكي لهول ما أنا فيه

قالت : انت من الريف الدمشقي ؟

لاتخلعي ملابسك , فأنا مثلك سجينة مظلومة, اذا خرجنا من هذه الغرفه تظاهري بأنك ترتبي ملابسك التي أخلعتك اياها وفتشتك

دخلت الفرع 227 ..وبدأت أيام اعتقالي تدون على جدار خلف باب الزنزانة  بحصوة صغيرة كنت قد وجدتها تحت البطانيات التي مدتها السجينات تحتهن لردء برد أواخر الشتاء………….

 

Image: Clay & Knife

No tags

أملٌ يموت وألمٌ يولد

لم يخطر ببالها في يوم من الأيام أنه قد يموت أو أن يمر يوم واحد دون سماع صوته، أو دون رؤيته، فهو لا يزال شابا ً في ربيع عمره، ولكن المرض قد أنهك قواه. جاء خبر الموت على شكل صاعقة قوية جداً، لم تستطع تلك الفتاة استيعابها، هي الآن غير قادرة حتى على الفهم أو التفكير أو التصديق. وقفت جامدة لا ترى أمامها سوى صوره وذكرياته، صوته وضحكاته. هل يعقل هذا؟ تحدث نفسها قائلة: “كان دائماً يقول لي عمرك أطول من عمري…” فأجيبه يكفي خرافات فأنا لا أحب هذا الكلام.

حاولت التوقف عن التفكير والعودة لفهم ما يدور حولها، تنظر إلى أبيها وقد انهار بالبكاء! هذه المرة الأولى التي تراه فيها يبكي (لا يمكن لومه فقد خطف الموت ابنه الأكبر) ثم تنظر إلى أمها التي لم تعد تقوى على الوقوف أو الكلام، ثم تعود لتحدث نفسها: “هل هذا حلم.. لا أعلم شيء ولكن أتمنى أن أستيقظ من هذا الكابوس المزعج…” هو لم يكن حلماً ولا كابوساً، كان واقعاً لم تستطع تقبله.

ألقت نظرة أخرى بتعجب من أين أتى كل هؤلاء الناس، لم تشعر بهم ولا تعلم من هم بالرغم من أنهم مألوفون جداً بالنسبة لها.

وبعد ثلاثة أيام مضت لم تخزن في ذاكرتها خلال هذه الأيام سوى بضع كلمات (انتبهي لأهلك فهم كبار في السن ومرضى) والسؤال يراودها كل لحظة كيف يمكن لميت أن يحمل ميتاً، كيف تستطيع أن تواسيهم أحزانهم وهي متعبة، منهكة ومحطمة من الداخل، لقد رحل مصدر أملها ودفنت مع الجثمان قلبها، ولكن ماذا عساها أن تفعل.

لا حل لديها سوى أن تصمد لتخفف هول المصيبة عن عائلتها قليلاً، تنظر إليهم فتراهم يتنفسون بصعوبة من شدة الألم، غير قادرين على الكلام، فتجلس لتشغلهم بأي شيء علهم يتوقفون عن التفكير والتذكر قليلاً.

بدأت ملامحها بالشحوب وبدأت تنهار قواها فتعود لتذكر نفسها كوني قوية لليوم فقط، ولنضحك اليوم ونبكي غداً وتعيد هذه الكلمات يومياً وباستمرار.

أنهم بحاجتها ينبغي عليها أن تكون عوناً وسنداً، ألا تنهار أمامهم، ينبغي أن تبقى صامدة وتقاوم، هي تشعر بقلبها يتمزق فتحاول خياطته وإصلاحه. عندما يبوحون لها أنها مصدر قوتهم تشعر بذنب كبير فهي تعلم أنها ضعيفة جداً، وكيف لإنسان لا يملك قوة ً أن يعطي القوة لغيره؟

تلك الفتاة كان لديها حلم بأن يأتي شخص غريب لا تعرفه لترمي عليه جبل الحزن الذي تحمله فيأخذه ويذهب بعيداً، بعيداً جداً إلى مكان لا يمكن العودة منه أبداً، وكلما تذكرت كلماته “كوني قوية.. إياكي أن تضعفي” تمنح لنفسها قوة في الحياة فتقول: “أنا أستطيع تحمل المزيد يجب أن أكون على قدر المسؤولية”. وبالرغم من ضعفها وانكسارها بدت قوية، استطاعت بصعوبة بالغة أن تحقق أمنيتها الوحيدة بأن تعيد البسمة لوجه عائلتها، استطاعت أن تعيد للحياة بهجتها بالرغم من الفراغ الكبير الذي تركه أخوها بعد رحيله، فلقد تحول من مصدر أمل إلى مصدر ألم ولكن ليس بمقدورها سوى أن تقول قدر الله وما شاء فعل.

 

No tags

أنقذوا طفولتي

تنكيل وتكبيل لطفولة بريئة، مجتمع قيد نفسه بعاهات وتقاليد لا يعرف كيف يخرج من متاهاتها.

ولعل تلك العينان اللوزيتان بنظرتيهما الحادة تحتجان على قدر بللهما بدمع رقيق، نظرت حولها وإذ بها بين ركام لا مفر منه حيث علاقة زوجية هشة، رجل غابت عن ملامح وجهه الابتسامة، مقطب الجبين، كالح الطلعة. صبت حزنها على كفتيها الصغيرتين، وصكت وجنتيها لائمة مجتمعا الذي لا يعي سوى التشدق والكلام، وتمنت في قرار نفسها لو أنها لم تكن في مثل هذا العالم البائس.

لم تنطق شفتاها بل تشرذمت روحها وكأنها تعانق وجه السماء “نحن ندرك أن الشر موجود وأن الحزن موجود، ولكن لا نتوقع أن تكون كل تلك الأشياء المؤلمة قريبة منا إلى هذا الحد”.

خوف الأم من أن تصبح ابنتها مثل أختها “العانس” كان هاجساً يطاردهاً طوال ذاك الوقت إلى أن زجت بطفلتها الصغيرة فيما سمته “بالقفص الزوجي ” لكن لم تعلم بأنها كبلت أحلامها وأسرت روحها خلف قضبان ذلك القفص.

لم يكن فارق العمر بين تلك الفتاة وزوجها الحاجز الوحيد بينهما بل وفارق الروح والتفكير كان الهوة الكبرى في حياتهما.

كانت اللكمة الأولى على وجهها بارزة بعد شهرين من زواجها “لا أدري أكان ذلك زواجاً أم أنه يحمل في طياته هروب من فقر وعوز وفاقة”

أصبحت تخاف وتقف لا كزوجة أمام زوجها بل كأمة أمام سيدها –أبكت قلبي قبل أن تبكي عيني –شعرت بالضعف كل الضعف، وأيقنت حينها أن ضعفنا حقيقة وقوتنا زائفة.

تلك الطفلة البريئة واجهت العديد من المشاكل النفسية والصحية، حاولت مرات ومرات البوح لأمها لكن الأم لم تقل سوى كلمتها المعهودة “الطلاق يا ابنتي ليس بالأمر السهل ” أيعقل أن يكون الفقر هو الذي ليس بالأمر السهل!

لا أعلم بالضبط ولكن الذي أعلمه فقط هو أن ذاك هو الجريمة بأم عينها “الزج أحلام طفلة بريئة في هاوية الهلاك”

همست في أذني كلمة كان وقعها كالرصاص “أنقذوا طفولتي التي لم أعشها يوما”.

No tags

رسمت ملامحك على جدران مخيلتي

رسمتها بكل أشواقي رسمتها بكل حب رسمتها بكل صدق. ملامحك التي لم ولن تفارق ناظراي ملامحك التي تأتيني كنسمة عليلة لطيفة…………

_أين أنت؟

_اين أنت؟ يامن تهللت دموعي لرؤياك.

_أين أنت؟ يامن جعلت براكين اشواقي تنفجر للقياك.

-أين أنت؟ يامن تاهت كلمات الحب في وصف عيناك.

_أين أنت؟ يامن خرجت الآهات من بين أضلع صدري على أمل ان تلقاك.

تتعالى صيحات أشواقي أأين أأنت………أين أأنت

يصيح الشوق يا حبي ويردد اسمك ويلبي وبدعي يرحمك؛ مر طيفك في منامي قمت ورديت السلام كيف لو رايتك امامي تظن أقدر انام؟

مسا الحب من قلب عشق روحك وتمناها عشق همسك عشق خطك عشق حروفك هل يا ترا سأظل عائشة بذكراك؟ ويظل طيفك يسليني يمر الوقت وما انساك ويظل وفاك يكفيني.

-أنت فوق الحب كله أنت في عيني ملاك لا تلوم الي يحبك باع عمره واشتراك ذنبه الأول يحبك وذنبه الثاني غلااااك.

-فعذري أني أحببتك …………..يا ليت الاعذار تموت.

-وعذرك أنك فارقت الحياة………….باليت الآهات تموت.

ضاقت على الدنيا وكأنها تابوت لكنما يأبا الرجاء يموت أرأيت حيا” ميتا” متماسكا” وله الأماني قوت هذه أنا والله سرق حلمي تابوت فرجا” قريب والولادة صعبة والصابرين على القضاء سكوت لكنما يأبا الرجاء يموت لكنما يأب الرجاء يموت.

 

No tags

 سفيرة إلى الجنة

كانت ومازالت ذكرى رائعة يتذكرها الجميع ويرتسم على وجههم البسمة ليعودوا ويتذكروا بأنها رحلت ، ملك الإنسان التي كانت اسمها على صفتها كانت ملاك في الأرض وأصبحت ملاك في الجنة

نهار هادئ في بدايته يخلو من صافرات الإنذار ويخلو من دوي الإنفجارات في الصباح الباكر لينتصف النهار ونسمع في ساعات الظهر صوت الطيران في السماء ويستمر الخوف ليزول بعد قليل عندما هدئت السماء من صوت الطيران الحربي الروسي لتمتلئ الشوارع بالأطفال والمارة  من جديد ولتبدأ الشمس في غيابها عند الساعة السادسة مساءاً لنعود ونسمع صوت صافرات الإنذار ثم تلاها صوت الطيران الروسي ليشن أفظع هجماته على مدينة عربين راح ضحيتها تسعة شهداء وكانت من بينهم(ملك )المرأة الفاعلة المؤمنة بدورها في عملية التغيير والتطوير وتأييد حقوق الشعب السوري في الحرية والكرامة ودورها في تمكين المرأة مثلها كمثل العديد من النساء اللواتي قدمن التضحية في سبيل الحرب السورية كمثل فدوى سليمان ……وغيرها من النساء الناشطات “المهندسة ملك”

(المهندسة ملك خبية )من مواليد 1989من مدينة دوما درست الهندسة المدنية لتأتي عليها ظروف الحرب وتمنعها من تقديم آخر مادة للتخرج من جامعتها وفرض عليها حصار الغوطة الشرقية ومن هنا بدأت مسيرة ***الملاك **في الغوطة الشرقية

كانت تعمل معلمة في إحدى المدارس لمادة الرياضيات لتساعد في إنشاء جيل صالح قادر على تكملة مسيرتها الرائعة وعملت إيضاً لدى المجلس المحلي لمدينة”دوما”لتطوير بلدتها

وبدأت مسيرتها في مجال حقوق المرأة فعملت مدربة للقيادات النسائية وخرجت العديد من الشابات والنساء

وتقول أحدى طالباتها :بأنها كانت إنسانة رائعة بكل معنى الكلمة كنا لا نرى إلا الشيء الجميل منها تعلمنا منها كيفية التعامل مع الآخرين بأسلوب راقي

وكانت تعمل إيضاً منسقة لشبكة (عدالة)لتطوير النساء سياسياً التابعة لمنظمة نساء الآن من اجل التنمية

وقالت الأنسة رقية الطويل :إحدى طالبات شبكة (عدالة)بأنها كانت المهندسة من أجمل مارأت عيني من أخلاق واحترام وكانت خجولة جداً وتحب عملها

وقالت الأنسة يسرى إيضاً من أحدى طالبات الشبكة :أنها لم تكن تهمش أحد بل كانت تناقش الجميع وتجيب على اسئلتهم .

ووجهت ملك من الغوطة الشرقية المحاصرة رسالة وصرخة إلى العالم وألقيت في الرابع من نيسان لعام 2017في الورشة التحضيرية لمؤتمر بروكسل لدعم سوريا وبحضور الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي(فيديريكا موغريني)والمبعوث الخاص لمباحثات السلام “ستيفان دي مستورا”وممثلين عن حوالي خمسين منظمة وكانت تتحدث فيها عن الغوطة الشرقية التي اكتست باللون الأحمر وإحلامها التي كانت من المفترض أن تبنيها في بلدها الحبيب وذهابها إلى واقعاً مآساوي فرضه قوات النظام علينا أن نعيش في الأقبية خوفاً من طائراته مبادرة بتوجيه رسالة لهم بأن يفعلوا ولو شيء قليل من أجل الغوطة وأهلها

وبعد رسالتها وعملها الطويل في ظل الكفاح والنضال في الثورة السورية لتطوير أهالي الغوطة الشرقية لبت “ملك” نداء ربها وخرجت روحها الطاهرة الى الله شهيدة جميلة

رحمك الله ياملاك كان في الأرض ورحل إلى السماء.

No tags

هاد كان زمان

بجانب الكانونة لتشعل النار وهي تنادي إبنتها هاتي الزيت والطنجرة

البنت:بس ما في زيت ماما

الأم:نسيت أنو ليتر الزيت بسبع ألاف يعني مارح يشتري الزيت إلا يلي بدو يطلعلوفانوس علاء الدين.لكن هاتي السمنة

البنت:ليش في سمنة

الأم: أي مبارح أبوكي اشترا بألف اليرة

البنت:بس كأن العلبة فاضية

الأم:فيها العلبة بس هنن كتيرقلال يادوب بسفل العلبة حطي شوي بالطنجرة

(مسكت البنت العلبة وبدءت تسكب منها ولسا يادوب نزل كم نقطة )

صرخت الأم بأعلى صوتها:”بس. ..بس…”ارتعبت البنت ووقفت عن السكب

البنت:”ما ما بس يادوب سكبت كم نقطة”

لأم:”ليش يابنتي مابتعرفي أنو السمنة كتير بتعمل كولسترول

البنت:ماما بس إنتي طول عمرك بتحبي السمنة كتيرة بالأكل وخاصة إذا كان لأكلة برغل يعني متل اليوم

الأم:هاد كان زمان يابنتي مو هلاء وقت صار سعر كيلو السمنة خمس آلاف قومي يا ماما وهاتي الملح وحطي للطبخة ملح الله يرضى عليكي

( مسكت البنت الملح ولسه يادوب حطت كم حبة صرخت الأم صوت أعلى من أول مرة) بس. …بس…بس

البنت:ياماما لسى ماحطيت غير كم حبة

الأم: يا ماما ياعمري مابتعرفي أنو الملح بيرفع الضغط مو ناقصنا ضغط وما في دواء بالغوطة

البنت:بس يا ماما بعمرو ما أرتفع الضغط مع حدا فينا بالعكس إنتي دائماً نازل ضغطك من فقر الدم

الأم:هاد كان زمان. هلاء مو بس بدو يرتفع معنا الضغط هلاء صار يمكن يصير معنا الجلطة وخاصة بعد ما صار سعر كيلو الملح 2700.شوفي الطبخة يابنتي الله يرضى عليكي استوت ولا لسه

البنت:لسه ماما (ومسكت قطعة حطب بدها تحطها بالكانونة)

الأم بصوت عالي:الطبخة جاهزة وما في أحسن من هيك

البنت:بس إنتي يا ماما ما بتحبي الأكل غير مستوي على الأخر يعني مو متل هيك

الأم:هاد كان زمان يا ماما قبل ما تصير جرة الغاز ب90ألف وكيلو الحطب ب250ليرة

روحي يا عمري طبقي أبريق الشاي وحطيه عالجمر أحسن ما يروحوا بلا فائدة

حطت البنت الأبريق وحملت السكر وبدها تحط طلعتلها أمها متل كل مرة بوجهة وقالت:لاتكتري سكر يا ماما مو ناقصنا يرتفع معنا السكر.

البنت:بس أنا ما حطيت غير نص عيار السكر بعدين من كاسة شاي وحدة مارح يرتفع معنا السكر

الأم:ولاتكثري شاي لأن الشاي التقيل بيعمل عصبي

البنت:بس إنتي طول عمرك بتحبي الشاي حلو وتقيل يعني “أكرك عجم “متل ما بتقولوي

الأم:هاد كان زمان قبل ما يصير كيلو السكر 4200وكيلوالشاي10000

صار العشا جاهز نادت البنت اجتمع الكل حول السفرة

الأب:شو هاد ليش هيك اللبن كأنو مي

الأم:أبنك فتل كل بقاليات حتى لقى نص كيلو لبن والكيلو ب600 ليرة قلت لحالي بزيدهن شوية مي مشان يكفو الأولاد

الأب:وين الخبز أنا مابعرف أكل بدون خبز

الزوجة:ولشو الخبز موشايف كرشك صاير نص متر قدامك خفف مشان صحتك

الأب (بنظرة تعجب) أنا وين الكرش بعمرو ماكان عندي كرش

الزوجة:هاد كان زمان هلاء ممكن يصير، لأن ربطة الخبز صارت1100مشان   هيك خفف مشان صحتك.

وبس تلاقي شغل بتصير تاكل خبز

امتى ما بدك. هاد إذ اجى يوم ولقيت….

هكذا تعيش معظم الأسر في الغوطة هذه ليست سيناريو قصة أو مسرحية هذا واقع أكثر 50 ألف من أسر الغوطة الشرقية حيث لاعمل وغلاء وصل لنسب  يجب أن توضع في “كتاب غينس” للأرقام القياسية .

No tags

حلم وأمل

صمت عم المدينة، تنفس الليل آنذاك على ومض ,تناثرت أفكارها واتخذت طريقها إلى النجوم .

احتست كوب الشاي وأمسكت بقلمها لكن لا فائدة، لم تستطع الكتابة، أرادت النهوض ,حينها  وحينها “فقط” تذكرت وتلمست بقايا قدميها , حركت دولاب كرسيها المتحرك نحو النافذة …ثم حدثت نفسها قائلة :ما ذنبي ؟!!

ما ذنب صديقاتي اللواتي فارقن الحياة ؟!…. تنفست تنفس الصعداء، دوى صوت الصاروخ في رأسها مرة أخرى لم يفارق صوته ذهنها منذ ذاك الحين. منذ أن كانت على مقاعد الدراسة.

“حرب قطعت الأوصال والأمصار  ” لوسنحت لها الفرصة لبدلت الأزمنة بغير الأزمنة ,الأمكنة بغير الأمكنة ,بشرا غير هؤلاء البشر لتقطع بأحلامها كل الحدود والقيود والسدود إلى عالم وردي لا قتل فيه ولا دمار .

لكن كيف لها ذلك وهي مقعدة أسيرة ذاك الكرسي اللعين،

نعم _ بإمكانك فعل المستحيل _خاطبتها شرذمة من روحها المتفائلة فلن تقف الدنيا هاهنا ,الاستمرار والنجاح ينتظراننا بفارغ الصبر .

عندها نفضت يأس العالم من على كتفيها، لمعت عيناها، تلألأ وجهها مستبشرا بغد مشرق ملؤه سلام وحب وأمل.

 

No tags

محكمة الدنيا

داخل حطام المباني والأسلاك الحديدية ورائحة الموت يمضي رامي ساعات نهاره بحثا ًعن أشياء قد تجد لها سعراً في أسواق

البطالة التي نعيشها..رامي لم تغفر له طفولته التي لم تتجاوز الثماني سنوات

ولا ملامحه الطفولية البريئة ليحصل على حياة كريمة ،بل جعلت منه أباً روحيا لثلاث فتيات وأم مصابة ..وفي يوم خريفي بارد

سقط صاروخ في منطقة بجانب منزل لتصنع حطاماً جديد هرول إليه مسرعاً ليجمع قوتا ليومه سعيداً بما جمع من حطب وبقايا بلاستيكية وكأنه أحرز نجاحاً بصفقة تجارية ليقف أمامه رجلا بقلب حجري استساغ اللعب بالدماء

أنت أيها الولد….الىأين..؟نعم ..من..أنا..،أنا لا أقصد ضاعت الكلمات وهو يبحث عنها ماذا فعلت..من أين أتيت بهذا كله..؟ إلا تعلم ماذا فعلت البيوت لها أصحاب ستأتي إليها يوماً

لتبحث عن منازلها

أخذ ما جمع رامي طيلة النهار وأخذ أحلامه وأمانيه بوجبة طعام جديدة غير التي اعتاد عليها كل يوم …لاتحزن رامي …لستأنا الوحيدة التي رأيت هذا المشهد من شباك منزلي بل رآه الله الذي يمهل ولا يهمل..

No tags

ياسمين وفقدان نبع الحياة

تجلس ياسمين في زاوية الغرفة كأنها دمية صغيرة جميلة لاتعرف كيف تبتسم ولاتسمع لها صوتا. للنظرة الأولى  تظن أنها صماء وبكماء .بينما ترى أختها الأصغر منها تقفز من مكان لآخر وتركض وتلعب وتضحك ، وياسمين في مكانها، لا تتحرك منه .

تنظر ياسمين لأمها وهي تلعب مع أختها الصغيرة، تقبلها. …تلاعبها….تدلعها…وهي تتحمل ما تفعل بطيب خاطر، ورحابة صدر. بينما تنال ياسمين التوبيخ إذا تحركت من مكانها، أو فعلت أي شيء، وفي قلبها شعور بالحرمان.

تقف ياسمين مع ابنة الجيران وتقول لها:”ليت لي أماً مثل أمك لاتوبخني أبداً على كل ما أفعل ولاتضربني”

بنت الجيران:”ولكن أنتي لديكي أم”

ياسمين:”لا هذه ليست ماما….ماما في الجنة”

بنت الجيران:”ولكن أنتي تقولي لها ماما”

ياسمين:”ماما ماتت وذهبت للجنة”

فقدت ياسمين أمها في تلك الليلة السوداء المظلمة رغم ضوء القمر الذي كان يسطع فيها. لم تفقدامها فقط، بل فقدت الحب والحنان، والدفءوالعطف.فقدت معنى الحياة، فقدت مع أمها كل شيء جميل.

كان عمر ياسمين لم يتجاوز السنتين بعد، تعيش ياسمين مع والدها وزوجته، وشقيقتيها التي فقدت إحداهما سمعهافي نفس الليلة بتأثير أحد القذائف،

التي فقدت فيها والدتها بتأثير الكيماوي.

ومع أختها الصغرى التي حازت على كل الدلع والإهتمام في البيت.

ليست ياسمين الطفلة الوحيدة( الكظيمة )في الغوطة فكثيرات هن الفتيات والطفلات اللواتي فقدن نبع الحنان في حياتهن.

وليست أمها الوحيدة التي فقدت حياتها في تلك الليلة الكئيبة فقد استشهد 1400 أنسان كان ذنبهم في هذه الحياة أنهم كانوا من أبناء الغوطة .

No tags